نعيب غيريتس والعيب فينا...وما للرياضة من عيب سوانا
كريم دهبيغريب، بعض المغاربة ذاكرتهم قصيرة جدا...يطالبون اليوم برحيل غيريتس كما لو أن الرجل حل وحلت معه الهزائم ...تناسى الكل المطالبة في وقت سابق بتسليم المنتخب للإطار الوطني بإيعاز من مدربين مغاربة عاطلين فاشلين لم ينجحوا حتى في قيادة فرق من الهواة ... رغم ذلك لبت الجامعة الطلب وعينت أربعة أطر وطنية دفعة واحدة في خطوة للاستهزاء بذكاء هذا الشعب، فماذا تحقق: الهزائم والخيبات. و قبل ذلك بسنوات طالب الجميع برحيل الجامعة ورفع يد العسكر عن الكرة، فسلم بن سليمان المفاتيح ورحل. وماذا تحقق مع الفاسي الفهري؟ لا شيء. هل يرحل هو الآخر، أكيد يجب أن يرحل ومعه مدربه الداهية، لكن، المسؤولية اليوم جماعية. ففي كل مناسبة ينهزم المنتخب يكون ذلك بأخطاء تكتيكية هي نتاج مباشر لعمل الأطر الوطنية في الأندية المغربية...وهذا جزء من المشكل
أكثر من ذلك : الأزمة بنيوية ..
كم من منافق يبيع ويشتري ذمم الحكام ويتلاعب في نتائج المباريات ونهاية كل أسبوع يستنكر مجازر التحكيم. كم من مدرب ومسير ولاعب يعرف ولو بدرجات مختلفة كيف ينخر الفساد كرة القدم المغربية وليس بالضرورة بتواطؤ الجامعة.. يعلمون ويفضلون الصمت. ومدربهم العالمي غيريتس بدوره له سوابق في التلاعب في نتائج المباريات و فضائح رياضية رمته خارج بلجيكا وتلقفته أحضان المغرب سنوات بعد ذلك.
رؤساء ومسؤولو الأندية أغمضوا اعينهم وصموا آذانهم عن الخرق السافر للقانون من جماعة الفاسي الفهري ولا أحد تجرأ وطالب بتصحيح الوضع بعقد الجمع العام السنوي للجامعة الذي لم يلتئم منذ انتخاب الفهري صاحب الكهرباء والماء. لماذا هذا الصمت؟ و مقابل ماذا؟ أكيد في مقابل التستر عن تقارير لجان افتحاص مالية الأندية الممولة من المال العام. فلم يسبق أن نشرت الجامعة ولو تقريرا واحدا من تقارير اللجان التي زارت الأندية ودققت ماليتها؟ وهل تم افتحاص مالية الجامعة وهل قدمت تقاريرا سنوية عن ميزانيتها، ما حجم مداخيلها وهي بالمناسبة بالملايير وكيف وأين صرفت منذ قدوم علي الفاسي وهي أسئلة أكيد كانت لتجيب عن السؤال الذي استعصى عن ثلاثين مليون مغربي بوزرائهم و برلمانييهم وصحافتهم.. سؤال كم يتقاضى غيريتس؟ الجواب في التقرير المالي المغيب.
سيتدرع البعض بتجريم الفيفا للتدخل في شؤون الاتحادات الوطنية لكرة القدم من السلطات الحكومية، طيب ، اين هي اللجنة الوطنية الأولمبية ؟ هي الأخرى غير ديمقراطية مكتبها الحالي حالة استثنائية بالعالم أعضائها لم يتغيروا منذ عقود (الرئيس : الجنرال حسني بنسليمان الرئيس السابق لجامعة الكرة– نواب الرئيس كمال لحلو – محمد مجيد الرئيس السابق لجامعة التنس – مصطفى زكري الرئيس السابق لجامعة الجمباز). وهذه أغرب مما سبق : الكاتب العام للجنة الأولمبية هو نفسه أمين المال وهو الرئيس السابق لجامعة كرة السلة نورالدين بن عبد النبي، وكأعضاء عبد الهادي الغازي الرئيس السابق لجامعة الكرة الطائرة وعبد الجواد بلحاج رئيس جامعة الملاكمة) بالإضافة لعضوية نوال المتوكل وهشام الكروج وكيف ومتى لا نعلم؟ وكم صرفت اللجنة لعشرات السنين وفي ماذا صرفت المال العام؟ لا نعلم.
وما أشبه الأمس باليوم، حل بلخياط وطبل الجميع وأتهم أسلافه بقتل الرياضة المغربية واليوم يأتي أوزين ويتهم بلخياط بإفساد الرياضة؟ فما الثابت وما المتغير في كل هذا؟
ثم كيف ننتظر حصد الانتصارات والفوز بالألقاب والكل متواطئ؟
هي أسئلة كثيرة على بعض المغاربة( مدربين لاعبين صحفيين وجمهور) عليهم الإجابة عنها قبل أن يتحولوا عقب كل هزيمة لنقاد و محللين.. لم يجد بمثلهم الزمان..